“ساحرة الجنوب”.. الدور الذي غيّر حياة حورية فرغلي إلى الأبد

“ساحرة الجنوب”.. الدور الذي غيّر حياة حورية فرغلي إلى الأبد

عُرف مسلسل “ساحرة الجنوب” كأحد أكثر الأعمال الدرامية التي أثارت الجدل والإعجاب في الوقت نفسه عند عرضه، حيث قدّم مزيجًا من الغموض والإثارة والعناصر الروحانية التي لم تكن مألوفة كثيرًا في الدراما المصرية حينها. إلا أن ما لم يكن متوقعًا هو أن هذا العمل، الذي شكّل نقلة فنية كبيرة للنجمة حورية فرغلي، أصبح أيضًا نقطة تحوّل مؤثرة في حياتها الشخصية والنفسية.

ورغم النجاح الكبير الذي حققته بدور “روح”، الفتاة التي تمتلك قدرات خارقة وتعيش صراعًا بين الخير والشر، إلا أن هذا الدور ترك أثرًا عميقًا على الفنانة نفسها، حتى أصبحت التجربة علامة فارقة في مسيرتها، تحمل في طياتها النجاح الفني من ناحية، والضغوط النفسية من ناحية أخرى.

قد يعجبك ايضا

القصة التي أسرَت الجمهور

ساحرة الجنوب جسدت حورية فرغلي في مسلسل “ساحرة الجنوب” شخصية فتاة ريفية بسيطة تُدعى “روح”، تمتلك قوى خارقة تجعلها تتواصل مع العالم الآخر وتؤثر في من حولها. ومع تصاعد الأحداث، تنقلب حياتها رأسًا على عقب، وتصبح مصدر خوف ودهشة في قريتها، لتعيش بين لعنة القدرات الخارقة ورغبتها في الحياة الطبيعية.

المسلسل الذي أُنتج عام 2015 من تأليف سيدة كمال وإخراج أكرم فريد، لاقى شهرة واسعة، واعتُبر من أبرز أعمال الإثارة في تلك الفترة، كما عُرض على عدة قنوات عربية وحقق نسب مشاهدة عالية.

النجاح الفني والتحدي الصعب

قدّمت حورية الدور بإتقان كبير، واستطاعت أن تنقل للمشاهد حالة الرعب والغموض التي تسيطر على الشخصية، وهو ما جعل الكثيرين يشيدون بأدائها القوي وقدرتها على التقمص.

لكن خلف الكواليس، كان لهذا التقمص ثمن نفسي كبير، إذ كانت تدخل في حالة من التركيز الزائد، مما جعلها تعيش أجواء الشخصية خارج التصوير أحيانًا، خاصة مع طبيعة الدور الذي يميل إلى الغموض والتعامل مع الماورائيات.

وفي تصريحات سابقة لها، قالت حورية إن الدور كان من أصعب ما قدمت في حياتها، لأنها كانت تُجسّد شخصية “تعيش في عالم آخر”، ما جعلها تحتاج إلى وقت طويل بعد انتهاء التصوير لتستعيد توازنها النفسي.

تأثير الدور على حياتها الشخصية

ساحرة الجنوب ذكرت حورية فرغلي في أكثر من لقاء أن مسلسل “ساحرة الجنوب” لم يكن مجرد عمل فني، بل تجربة غيّرت الكثير في حياتها. فبعد الانتهاء من المسلسل، بدأت تعاني من شعور دائم بالانعزال والتوتر، وأحيانًا كانت ترى كوابيس تتعلق بالشخصية التي أدتها.

كما أشارت إلى أن ارتباط الجمهور الشديد بدور “روح” جعل البعض يخلط بين الشخصية الحقيقية والفنية، حتى أن بعض المعجبين كانوا يتحدثون معها وكأنها فعلاً تمتلك قدرات خارقة. هذا الأمر جعلها تشعر بضغط نفسي كبير، وأثّر على ثقتها بنفسها وعلى رغبتها في خوض أدوار مشابهة بعد ذلك.

الجانب الإنساني وراء الكواليس

ساحرة الجنوب لم يكن “ساحرة الجنوب” مجرد تجربة مرهقة فنيًا فقط، بل كان محطة إنسانية أيضًا في حياة حورية فرغلي. فخلال فترة التصوير، كانت تمر بظروف شخصية صعبة، من بينها مشكلات صحية ومعنوية.

وقد صرحت لاحقًا بأنها كانت تبكي كثيرًا بعد التصوير، لأنها شعرت أن الدور “سحب منها طاقتها بالكامل”، وأصبحت لا تستطيع التفريق بين حياتها الواقعية وما تقدمه أمام الكاميرا.

لكنها رغم ذلك، أكدت أنها لا تندم على خوض هذه التجربة، لأنها جعلتها تدرك قوتها الداخلية، وأنها قادرة على أداء أدوار معقدة تحتاج إلى جهد وتمكن تمثيلي حقيقي.

الجانب الفني والنقدي للمسلسل

من الناحية الفنية، حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، بفضل تنوع الأحداث وسيناريو يجمع بين الدراما الاجتماعية والرعب والغموض.

وقد أشاد النقاد بجرأة العمل في تناول موضوعات غير مألوفة، مثل السحر والشعوذة والعلاقات الروحانية، لكن بعضهم رأى أنه تسبّب في انتشار نوع من الدراما التي تميل إلى الخرافة أكثر من الواقع.

ومع ذلك، فإن أداء حورية فرغلي كان هو النقطة المضيئة في العمل، حيث اعتبرها الكثيرون صاحبة الدور الأكثر تميّزًا في مسيرتها حتى تلك اللحظة.

بين النجاح والمعاناة.. دروس مستفادة

ساحرة الجنوب تعلمت حورية فرغلي من “ساحرة الجنوب” أن النجاح لا يأتي بلا ثمن، وأن بعض الأدوار قد تترك أثرًا نفسيًا عميقًا في الفنان.كما كشفت هذه التجربة عن أهمية التوازن بين الإبداع الفني والحفاظ على الصحة النفسية، خاصة عندما يتطلب الدور الغوص في عوالم خيالية أو مظلمة.

وبرغم المعاناة التي واجهتها، إلا أن حورية استطاعت أن تتخطى تلك المرحلة وتعود للظهور بثقة في أعمال لاحقة، مؤكدة أن ما لا يقتل الفنان يقوّيه ويمنحه تجربة أعمق في فهم ذاته وفنه.

الخاتمة:

يبقى مسلسل “ساحرة الجنوب” علامة مميزة في الدراما المصرية، ليس فقط لأنه نجح جماهيريًا، بل لأنه شكّل تجربة إنسانية وفنية فريدة للنجمة حورية فرغلي.فهو العمل الذي جعلها تتصدر المشهد الفني، لكنه في الوقت نفسه كشف عن الجانب الخفي من معاناة الفنان حين يعيش الشخصية بكل تفاصيلها.

وربما سيظل هذا الدور أحد أكثر الأدوار التي تُذكر في مسيرتها، لأنه جمع بين المجد الفني والثمن الإنساني، وجعل من حورية فرغلي مثالًا للفنان الذي يُعطي من روحه ليصنع فنًا حقيقيًا يبقى في الذاكرة.

لمشاهدة الفيديو اضغط على الزر


▶︎
مشاهدة الفيديو

سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
شيماء شعبان
شيماء شعبان