رؤيا في الحرم، في ليلةٍ هادئة بين طواف الحجاج وزحام الدعاء، وقف العابد الزاهد مالك بن دينار يتأمل وجوه الناس حول الكعبة المشرفة.تساءل في قلبه سؤالًا لم يجرؤ أحد على نطقه: “يا تُرى من المقبول منهم ومن المردود؟”لم يكن يعلم أن هذا السؤال سيقوده إلى رحلة عجيبة تمتد من مكة إلى خرائب خراسان، ليلتقي فيها برجلٍ غامضٍ يحمل ذنبًا أبكى الملائكة، ورجاءً لا يُطفئه إلا عفو الله.قصة تُجسّد معنى الرحمة الإلهية التي لا يحدّها ذنب، وتُذكّرنا أن الأبواب لا تُغلق أبدًا في وجه التائبين.
رؤيا في الحرم… ومنادٍ من السماء!
يحكي الإمام مالك بن دينار قائلًا:
قصة سيدنا هارون عليه السلام
“ابن الأعرج: رحلة الانتقام واستعادة الحق”
طعنة في الظل
بينما كنت أطوف حول الكعبة المشرفة، وقد امتلأ قلبي فرحًا بمنظر الحجاج والمعتمرين من كل لونٍ ولسان، تملكني خاطر عجيب فقلت في نفسي:
“يا ليتني أعلم من المقبول منهم فأهنيه، ومن المردود فأواسيه.”
وفي تلك الليلة، رأيت في منامي منادياً يهتف:
“يا مالك بن دينار، تتفكر في الحجاج والمعتمرين؟ لقد غفر الله لهم جميعًا، صغيرهم وكبيرهم، رجلهم وامرأتهم، عربيهم وأعجميهم… إلا رجلًا واحدًا، فإن الله عليه غضبان، وقد رُدّ عليه حجه!”
استيقظت فزعًا، والوجل يملأ قلبي، وقلت:
“اللهم لا تجعلني أنا ذلك الرجل.”
لكن المنام تكرر في الليلة الثانية، وهذه المرة جاءني الصوت أوضح:
“ليس أنت يا مالك، بل هو رجل من خراسان، من مدينة تُسمّى بلخ، يُقال له محمد بن هارون البلخي. عليه غضب الله وقد رُدّ حجه.”
فما إن استيقظت حتى عقدت العزم على الرحيل بحثًا عن هذا الرجل الغامض.
لمتابعة القصة اضغط على الصفحة التالية 👇🏽